بمشاركة خبراء من سورية ولبنان .. اختتام دورة تدريبية حول الحفظ الانشائي للمباني التراثية

بمشاركة خبراء من سورية ولبنان .. اختتام دورة تدريبية حول الحفظ الانشائي للمباني التراثية

في ختام الدورة التدريبية حول الحفظ الإنشائي للمباني التراثية

التأكيد على أهمية المراقبة المستمرة والحماية الوقائية والصيانة الدورية للمباني التاريخية في المنطقة العربية

 

الشارقة-الإمارات العربية المتحدة، 17 نوفمبر / تشرين الثاني 2024 – اختُتِمَت فعاليات الدورة التدريبية التي نظمها المركز الدولي لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافية ومركزه الإقليمي في الشارقة بعنوان “الحفظ الإنشائي للمباني التراثية”، واستمرت على امتداد ثلاثة أسابيع حضرها ما يزيد عن 200 مشارك من الخبراء والمتخصصين والمهتمين بمجال الحفاظ على التراث الثقافي في المنطقة العربية والعالم.

وحاضر في هذه الدورة كل من الدكتور المهندس أيمن حرز الله، من مؤسسة غروتشي في إيطاليا، وهو محترف يتمتع بخبرة واسعة في التصميم الإنشائي والزلزالي، فضلاً عن تدعيم وترميم المباني التاريخية والفنية والأثرية؛ والدكتور المهندس مروان الهيب، الذي تربو خبرته العملية عما يزيد عن 41 عامًا في الهندسة الانشائية وتقييم المخاطر، وهو مدير مشاريع ومدرس وباحث في جامعة لورين في فرنسا.

استعرض المحاضرون في الجزء الأول من الدورة مكونات ومنهجيات مشروع الحفظ الانشائي ومن ثم تقنيات البناء ومواده، ومقدمة نظرية عن الانشاء المعماري ومن ثم ركزوا على التقصي والفحص ثم التحليل الهيكلي والتدعيم المؤقت والتدعيم الدائم. كما تناولت المحاضرات تأثير ومخاطر الزلازل على المباني التاريخية، والحاجة إلى التحليل الدقيق والعلمي للمواقع باستخدام التقنيات المتوفرة التقليدية منها أو المتطورة مثل المسح بالليزر والنمذجة الهيكلية، وأهمية فهم مبادئ الهندسة الإنشائية وقوى الزلازل الرياح ومواد البناء التقليدية.

كما استعرض المحاضرون التقنيات التي طورتها الحضارات القديمة عبر الخبرة المكتسبة، لإنشاء هياكل مستقرة ومقاومة للزلازل. وركز ت المحاضرات على عمليات التدعيم والترميم المختلفة، وذلك عبر استعراض لحالات دراسية من مشاريع متنوعة عُولِجَت فيها مشاكل انشائية متباينة، شَملت جوامع وكنائس ومنازل وأبراج وقباب وغيرها، وتراوحت ما بين المبان الأثرية والتاريخية وصولاً إلى المباني المعاصرة المشادة بالمواد الحديثة.

في الجزء الثاني من الدورة ركز المحاضرون على تقييم المخاطر في سياق المنشآت الأثرية والهيكلية، وأهمية تشخيص وتقييم ظروف البناء، والآثار المدمرة لحرائق المباني. وألقوا الضوء على أخطار إهمال الصيانة وتأثير التدخل غير السليم في المباني، ومسببات المخاطر، مثل الزلازل والانهيارات الأرضية وسوء الاستخدام والتدخل الخاطئ. وعرض أمثلة من مواقع مختلفة، لتوضيح مسببات التلف والعواقب المحتملة لها، وجرى التركيز على التدعيم الطارئ للمباني التاريخية.

واختتمت الدورة التدريبية جلساتها بمناقشات حول التحليل الهيكلي للمباني، وسلوك المواد في البناء، وضرورة معالجة نقاط الضعف والشقوق المحتملة في المبنى، واستعراض جميع الأسئلة التي طرحها المتدربون خلال جلسات التدريب. وأكد المشاركون في النهاية على أهمية المراقبة المستمرة والصيانة الوقائية والدورية للمباني التاريخية في المنطقة العربية، وضرورة اختيار المواد المناسبة في عمليات الترميم والتعزيز، مع ضرورة الالتزام بالحدود الدنيا اللازمة من التدخل، والتدخلات القابلة للتراجع ما أمكن، وكذلك ضرورة الالتزام باعتبارات السلامة، للمنشآت والأفراد/ مع التأكيد على الحاجة إلى التخطيط السليم والتنفيذ الدقيق.

وعلى هامش هذه الدورة أكد المهندس أنور سابق، مدير الدورة ومسؤول مشاريع الاستشارات الفنية وبرامج التدريب في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة. على الحاجة إلى الموضوعات التي تناولتها الدورة، وغنى الخبرة التي يمتلكها المحاضران في التعامل مع مشاريع تدعيم وترميم المباني التاريخية، البسيطة منها والمعقدة، ويسر انتقال الخبرة إلى المشاركين عبر مثل هذه النشاطات التدريبية، التي تأتي ضمن سياق برنامج تدريب وتأهيل القدرات في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، في دعم وتطوير المهارات والخبرات في المنطقة العربية.

كما أشار إلى أن تنظيم الدورة عبر الانترنت ضَمِن الوصول إلى المهتمين والمتخصصين الناطقين باللغة العربية في كل المناطق الجغرافية، في المنطقة العربية وخارجها، وخاصة من يصعب عليهم السفر، وإلى أهمية الأسئلة التي طرحها المشاركون والقضايا التي جرت إثارتها على هامش الدورة، وختم بالقول “إن هذه الدورة هي الأولى ضمن سلسلة من الدورات التدريبية التخصصية، التي يجري تنظيمها تباعاً عبر الانترنت ودورات حضورية مكملة لها، والتي تعالج العديد من الموضوعات التي تهم المهنيين والمتخصصين بمجال صون وترميم التراث الثقافي”

By haidar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *